بردة سيدنا بن زهير السلمي

 #بُرْدَةُ_سَيِّدِنَا_كَعْب_بْنِ_زُهَيْر_بْنِ_أَبِي_سُلْمَى -رَضِيَ الـلَّـهُ عَنْهُ


بَانَتْ سُعَادُ فَقَلْبِي الْيَوْمَ مَتْبُولُ

مُتَيَّمٌ إِثْرَهَا لَمْ يُجْزَ مَكْبُولُ


وَمَا سُعَادُ غَدَاةَ الْبَيْنِ إِذْ رَحَلُوا

إِلَّا أَغَنُّ غَضِيضُ الطَّرْفِ مَكْحُولُ


تَجْلُو عَوَارِضَ ذِي ظَلْمٍ إِذَا ابْتَسَمَتْ

كَأَنَّهُ مُنْهَلٌ بِالرَّاحِ مَعْلُولُ


شُجَّتْ بِذِي شَبَمٍ مِنْ مَاءِ مَحْنِيَةٍ

صَافٍ بِأَبْطَحَ أَضْحَى وَهْوَ مَشْمُولُ


تَجْلُو الرِّيَاحُ الْقَذَى عَنْهُ وَأَفْرَطَهُ

مِنْ صَوْبِ سَارِيَةٍ بِيضٌ يَعَالِيلُ


يَا وَيْـحَهَا خُلَّةً لَوْ أَنَّهَا صَدَقَتْ

مَا وَعَدَتْ أَوْ لَوَ انَّ النُّصْحَ مَقْبُولُ


لَكِنَّهَا خُلَّةٌ قَدْ سِيطَ مِنْ دَمِهَا

فَجْعٌ وَوَلْعٌ وَإِخْلَافٌ وَتَبْدِيلُ


فَمَا تَدُومُ عَلَى حَالٍ تَكُونُ بِهَا

كَمَا تَلَوَّنُ فِي أَثْوَابِهَا الْغُولُ


وَمَا تَـمَسَّكُ بِالْوَصْلِ الَّذِي زَعَمَتْ

إِلَّا كَمَا تُـمْسِكُ الْـمَاءَ الْغَرَابِيلُ


كَانَتْ مَوَاعِيدُ عُرْقُوبٍ لَهَا مَثَلًا

وَمَا مَوَاعِيدُهَا إِلَّا الْأَبَاطِيلُ


أَرْجُو وَآمُلُ أَنْ يَعْجَلْنَ فِي أَبَدٍ

وَمَا لَهُنَّ طَوَالَ الدَّهْرِ تَعْجِيلُ


فَلَا يَغُرَّنْكَ مَا مَنَّتْ وَمَا وَعَدَتْ

إِنَّ الْأَمَانِيَّ وَالْأَحْلَامَ تَضْلِيلُ


أَمْسَتْ سُعَادُ بِأَرْضٍ لَا يُبَلِّغُهَا

إِلَّا الْعِتَاقُ النَّجِيبَاتُ الْمَرَاسِيلُ


وَلَنْ يُبَلِّغَهَا إِلَّا عُذَافِرَةٌ

فِيهَا عَلَى الْأَيْنِ إِرْقَالٌ وَتَبْغِيلُ


مِنْ كُلِّ نَضَّاخَةِ الذِّفْرَى إِذَا عَرِقَتْ

عُرْضَتُهَا طَامِسُ الْأَعْلَامِ مَـجْهُولُ


تَرْمِي الْغُيُوبَ بِعَيْنَيْ مُفْرَدٍ لَهَقٍ

(لَهَقٍ، لَهِقٍ)

إِذَا تَوَقَّدَتِ الْـحُزَّانُ وَالْـمِيلُ

(الْـحُزَّانُ، الْـحِزَّانُ)

ضَخْمٌ مُقَلَّدُهَا فَعْمٌ مُقَيَّدُهَا

فِي خَلْقِهَا عَنْ بَنَاتِ الْفَحْلِ تَفْضِيلُ


18- حَرْفٌ أَخُوهَا أَبُوهَا مِنْ مُهَجَّنَةٍ

وَعَمُّهَا خَالُهَا قَوْدَاءُ شِـمْلِيلُ


يَـمْشِي الْقُرَادُ عَلَيْهَا ثُمَّ يُزْلِقُهُ

مِنْهَا لَبَانٌ وَأَقْرَابٌ زَهَالِيلُ


عَيْرَانَةٌ قُذِفَتْ فِي اللَّحْمِ عَنْ عُرُضٍ

مِرْفَقُهَا عَنْ بَنَاتِ الزَّوْرِ مَفْتُولُ


كَأَنَّ مَا فَاتَ عَيْنَيْهَا وَمَذْبَحَهَا

مِنْ خَطْمِهَا وَمِنَ اللَّحْيَيْنِ بِرْطِيلُ


تَـمرُّ مِثْلَ عَسِيبِ النَّخْلِ ذَا خُصَلٍ

فِي غَارِزٍ لَمْ تَخَوَّنْهُ الْأَحَالِيلُ


قَنْوَاءُ فِي حُرَّتَيْهَا لِلْبَصِيرِ بِهَا

عِتْقٌ مُبِينٌ وَفِي الْـخَدَّيْنِ تَسْهِيلُ


تَخْدِي عَلَى يَسَرَاتٍ وَهْيَ لَاحِقَةٌ

ذَوَابِلٌ وَقْعُهُنَّ الْأَرْضَ تَحْلِيلُ

(ذَوَابِلٌ، ذَوَابِلٍ)


سُـمْرُ الْعُجَايَاتِ يَتْرُكْنَ الْـحَصَى زِيـَمًا

لَمْ يَقِهِنَّ رُءُوسَ الْأُكْمِ تَنْعِيلُ


يَومًا يَظَلُّ بِهِ الْـحِرْبَاءُ مُصْطَخِمًا

كَأَنَّ ضَاحِيَهُ بِالنَّارِ مَـمْلُولُ


كَأَنَّ أَوْبَ ذِرَاعَيْهَا وَقَدْ عَرِقَتْ

وَقَدْ تَلَفَّعَ بِالْقُورِ الْعَسَاقِيلُ


وَقَالَ لِلْقَوْمِ حَادِيهِمْ وَقَدْ جَعَلَتْ

وُرْقُ الْـجَنَادِبِ يَرْكُضْنَ الْـحَصَى قِيلُوا


شَدَّ النَّهَارِ ذِرَاعَا عَيْطَلٍ نَصَفٍ

قَامَتْ فَجَاوَبَهَا نُكْدٌ مَثَاكِيلُ


نَوَّاحَةٌ رَخْوَةُ الضَّبْعَيْنِ لَيْسَ لَهَا

(نَوَّاحَةٌ، نَوَّاحَةٍ)

رَخْوَةُ (رَ، رُ، رِ)، (ةُ، ةِ)

لَمَّا نَعَى بِكْرَهَا النَّاعُونَ مَعْقُولُ


تَفْرِي اللَّبَانَ بِكَفَّيْهَا وَمِدْرَعُهَا

مُشَقَّقٌ عَنْ تَرَاقِيهَا رَعَابِيلُ


يَسْعَى الْوُشَاةُ بِـجَنْبَيْهَا وَقَوْلُهُمُ

إِنَّكَ يَا بْنَ أَبِي سُلْمَى لَمَقْتُولُ


وَقَالَ كُلُّ خَلِيلٍ كُنْتُ آمُلُهُ

لَا أُلْفِيَنَّكَ إِنِّي عَنْكَ مَشْغُولُ


فَقُلْتُ خَلُّوا طَرِيقِي لَا أَبَا لَكمُ

فَكُلُّ مَا قَدَّرَ الرَّحْمَنُ مَفْعُولُ


كُلُّ ابْنِ أُنْثَى وَإِنْ طَالَتْ سَلَامَتُهُ

يَوْمًا عَلَى آلَةٍ حَدْبَاءَ مَحْمُولُ


أُنْبِئْتُ أَنَّ رَسُولَ الـلَّـهِ أَوْعَدَنِي

وَالْعَفْوُ عِنْدَ رَسُولِ الـلَّــهِ مَأْمُولُ


مَهْلًا هَدَاكَ الَّذِي أَعْطَاكَ نَافِلَةَ الْـ

ـقُرْآنِ فِيهَا مَوَاعِيظٌ وَتَفْصِيلُ


لَا تَأْخُذَنِّي بِأَقْوَالِ الْوُشَاةِ وَلَمْ

أُذْنِبْ وَلَوْ كَثُرَتْ عَنِّي الْأَقَاوِيلُ


لَقَدْ أَقُومُ مَقَامًا لَوْ يَقُومُ بِهِ

أَرَى وَأَسْـمَعُ مَا لَوْ يَسْمَعُ الْفِيلُ


لَظَلَّ يُرْعَدُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ لَهُ

مِنَ الرَّسُولِ بِإِذْنِ الـلَّـهِ تَنْوِيلُ


حَتَّى وَضَعْتُ يـَمِينِي لَا أُنَازِعُهُ

فِي كَفِّ ذِي نَقِمَاتٍ قِيلُهُ الْقِيلُ


لَذَاكَ أَهَيْبُ عِنْدِي إِذْ أُكَلِّمُهُ

وَقِيلَ إِنَّكَ مَسْبُورٌ وَمَسْئُولُ


مِنْ ضَيْغَمٍ مِنْ ضِرَاءِ الْأُسْدِ مُـخْدَرُهُ

بِبَطْنِ عَثَّرَ غِيلٌ دُونَهُ غِيلُ


يَغْدُو فَيَلْحَمُ ضِرْغَامَيْنِ عَيْشُهُمَا

لَـحْمٌ مِنَ الْقَوْمِ مَعْفُورٌ خَرَاذِيلُ


إِذَا يُسَاوِرُ قِرْنًا لَا يَـحِلُّ لَهُ

أَنْ يَتْرُكَ الْقِرْنَ إِلَّا وَهْوَ مَفْلُولُ


مِنْهُ تَظَلُّ حَـمِيرُ الْوَحْشِ ضَامِزَةً

وَلَا تُـمَشِّي بِوَادِيهِ الْأَرَاجِيلُ


وَلَا يَزَالُ بِوَادِيهِ أَخُو ثِقَةٍ

مُطَرَّحُ الْبَزِّ وَالدِّرْسَانِ مَأْكُولُ


إِنَّ الرَّسُولَ لَسَيْفٌ يُسْتَضَاءُ بِهِ

مُهَنَّدٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ مَسْلُولُ


فِي عُصْبَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ قَائِلُهُمْ

بِبَطْنِ مَكَّةَ لَمَّا أَسْلَمُوا زُولُوا


زَالُوا فَمَا زَالَ أَنْكَاسٌ وَلَا كُشُفٌ

عِنْدَ اللِّقَاءِ وَلَا مِيلٌ مَعَازِيلُ


شُمُّ الْعَرَانِينِ أَبْطَالٌ لَبُوسُهُمُ

مِنْ نَسْجِ دَاوُدَ فِي الْـهَيْجَا سَرَابِيلُ


بِيضٌ سَوَابِغُ قَدْ شُكَّتْ لَهَا حَلَقٌ

كَأَنَّهَا حَلَقُ الْقَفْعَاءِ مَـجْدُولُ


يـَمْشُونَ مَشْيَ الْـجِمَالِ الزُّهْرِ يَعْصِمُهُمْ

ضَرْبٌ إِذَا عَرَّدَ السُّودُ التَّنَابِيلُ


لَا يَفْرَحُونَ إِذَا نَالَتْ رِمَاحُهُمُ

قَوْمًا وَلَيْسُوا مَـجَازِيعًا إِذَا نِيلُوا


لَا يَقَعُ الطَّعْنُ إِلَّا فِي نُـحُورِهِمُ

مَا إِنْ لَهُمْ عَنْ حِيَاضِ الْـمَوْتِ تَـهْلِيلُ



إرسال تعليق

شاركنا برأيك

أحدث أقدم

نموذج الاتصال