مراجعة رواية ظلال المفاتيح

 قرية رأس السرو  وقرية النبعة الفوقا 



 مريم "ام جاسر" 

ابو جاسر 

«مختار النبعة الفوقا» 

 ناحوم  صبي جندي قائد 


«الخوف الذي يلازم المغتصب، الشعور الدائم بيومٍ يُأخذُ منه الثأر فيه، صراعه مع نفسه اولا  في تغيير الحقائق  وتزييفها، تصدير الصورة الجميلة لوجه المحتل القبيح،» 



بدأت الرواية فى قلب الأحداث، تحكي عن حرب العصابات الصهيونيه  التي عاثت فى القرى الفلسطينية فسادا ،  فقتلت وشردت وحرقت كل ما هو فلسطيني،كل ما يشيرُ الى هوية الأرض وأهلها الحقيقيين. 


قرية راس السرو  ، ابو جاسر وزوجتة ام جاسر، وحقول الزيتون الشاهدة على التهجير والتدمير منذ بداية القضيه. 


 تحكي الرواية مشهدا اوليا، يظهر فيه رأفة مريم بصبي صغير، قادته قدماه الي بيتها خائفا هاربا من ان يثار منه اهل القرية التي جاء ليهَّجِر أهلها ويقتلهم ويهدم بيوتها، كان ضمن جنود العصابات رغم صغر سنه، رغم اعنراض ابو جاسم الا ان ام جاسر اصرت على أن ترأف به وتحميه، على امل أن لا يعود مرة أخرى ليقتل اهل الارض ويحرق بيوتهم ويشردهم، كانت رهانها خاسرا، فهناك من لا يحفظ العهود ويخونها طواعية وفخرا، 

عاد ليرد الجميل بعد فترة وجيزة مع جنود العصابات، ليحرقوا القرية  ويهدموها على من فيها، لقد سفكوا دماء الرجال والنساء والشيوخ والاطفال، نهبوا اموالهم وسرقوا حتى المواشي والخراف. 


ثم فجروا البيوت ظنا منهم أن الاوطان تمحي إذا هدمت جدرانها، ولم يكونوا يعلمون أن الاوطان تبقى ما بقيت بقلوب ابنائها وذكراهم. 




 

تحكى الرواية مشهد الإيخاء فى قرية النبعة الفوقا،وكيف أن اهلها استقبلوا أخوتهم وآووهم بينهم وكأنهم أهل الدار لا ضيوفا . 


فى مشهد من الرواية يعرض الراوي فرقا واضحا بين الصهيونية واهل الارض. 

بين ما  قالته إمرأة صهيونية لابنها القائد: 


«إن ما يُحّيرني، أنه رغم كل الموت الذي واجهه هؤالء العرب،ويواجهونه على أيدينا، إلا أن كثيرين منهم لم يتركوا مدنهم، وما زلوا يتمّسكون بها، بل إنني أحّس 

كلما ُعدُت إلى البيت من السوق أو من زيارة، أن علَّي أن أبذل الكثير من الجهد كي أستطيع الدخول! 


إلا أن  تلك المرأة التي كانت تسكنه، ما زالت فيه، تحتضنه، تطّوقه بذراعيها، وتصرخ بي:هذا بيتي، هذا بيتي!


 لماذا لا يرحلون يا ناحوم، ولماذا تفعل تلك المرأة ذلك حتى اليوم، بعد مرور عشرين سنة على طْردها منه؟» 



وما قالته مريم بعد أربعين عاما من التهجير والتشريد، بين

الذاكرة التي ضاع منها كل شيءٍ إلا الوطن الذي يعيش فى ذاكرتها وروحها وقلبها.«الاوطان لا تنسى» 

التفتْت أم جاسر إليهم، وقالت بذهول فَّجر الدمع في عيون الجميع: راس الّسـرو غير موجودة، راس الّسـرو ليست هنا، وبحثت في وجوههم عن إجابة 

لسؤالها الغريب: هل يذكر أحد منكم إن كانت البيوت قد هاجرْت معنا في الـ 48؟! كأني لم أنتبه 

يومها لذلك، كأنني لم أنتبه! 

 

رفعت رأسها، نظرت إلى الشرق، إلى حيث القرية التي سكنتها عشرين عاما، وكّلها أمل أن ترى بيوت قريتها تصعد الجبل


- قد تقُتل شخًصا ما، لكنك لن تتمكن، أبدا، من أن تدفن ظّل.

إرسال تعليق

شاركنا برأيك

أحدث أقدم

نموذج الاتصال