قبل الفراق
"عاهدني على أن لا تفترق قلوبنا وإن افترقنا، أن لا يغيب طيفك وإن تباعدت الخطى والوجوه، أن لا تتركني وحدي بين غياهب التيه ليلاً بالخيال، احضر معي ولو بطيفك في صحوي ومنامي، ولا تؤرق بالسهد عيني ليلًا، عاهدني على أن لا تضيع من ذاكرتي، فيضيع العمر دونك."
فما كان منه إلا أن نقض عهده وغاب عن كل ما سألته، فضاعت الأيام بيننا وعلقت بين جوانب الذكريات، أقلّب أوراقها في كل ليلة علّني أراه، فما رأيته وما رآني.
فما هو الوفاء برأيك؟ وهل كانت الرسالة طلبًا عاديًا، أم هي الأوهام والأحلام؟ إن الفراق فراق، لا يوجد فيه بقاء، إن الفراق غيابٌ ليس فيه إياب، ثم إن حبال الود إن قُطعت لا تُوصل مرة أخرى، فكيف لك أن تطلب الوصال بعد قطعٍ وقطيعة؟