رايح جاي قصة قصيرة

رايح جاي
دقَّ جرس المدرسة مُعلنًا انتهاء الحصة الأخيرة لليوم الدراسي.

فرح التلاميذ وجمعوا كتبهم ودفاترهم وباقي متعلقاتهم في حقيبة الظهر، وبدأوا في الخروج من بوابة المدرسة كلٌّ في طريقه إلى بيته.

كنت أنا وبعضٌ من زملائي في الفصل من منطقةٍ واحدة، جيرانُ سكنٍ في القرية.

كانت منازلنا تبعد مسافةً طويلةً بعض الشيء عن مدرسة القرية الكائنة على حدود القرية من ناحية الجنوب.

خرجت وزملائي نسير على أقدامنا في الطريق المؤدي إلى أماكن منازلنا في الجهة الأخرى من القرية، طريقٌ على جانبيه أشجار النخل، والحقول الأخرى من البرتقال والمانجو، وحقول الخضراوات، والقمح والبرسيم والذرة على طول الطريق. كنا نسميه (السكة أو المشاية) دلالةً على أنه طريقٌ اقتطعَه الأهالي من حقولهم ليستطيعوا المرور كلٌّ إلى حقله، تقاسموا في إنشائها كلٌّ تبرع بجزء، ضيقةٌ بعض الشيء ولكنها تكفي لمرور المشاة من الناس وعربات الكارو.

كنا نسير على هيئة مجموعاتٍ نشبة أسراب الطيور في السماء، نلعب ونتسلى ونضحك، كما تتراءى لنا الطيور في السماء تحلق وتغرد.

في ذلك اليوم أمسكت بعصًا كانت على جانب الطريق، أعبث بها في الرمال أثناء السير، أرسم بها حروفًا، أجرها خلفي لترسم خطًّا مموجًا، أغرزها في حافة الخزان الممتد على جانب الطريق لتسقى منه الحقول، أغرزها في الطين مرة، وأرسم بها خطًّا مرة، ومرةً أخرى أُمَازح بها زملائي.

نجري وراء بعضنا البعض، نتوقف قليلًا، نتسابق في الوصول إلى خطٍّ رسمناه.

ولكني تأخرت خلفهم عدة أمتار عندما شاهدت لونًا أصفر لامعًا على جانب خزان المياه.

مسكت عصاي وأخذت أحركها في المكان الذي لمحت فيه طيف هذا اللون الأصفر اللامع تحت أشعة الشمس، ناديت زملائي ليلقوا نظرة معي، وحين لحقوا أخبرتهم بما رأيت ثم بدأت أحرك العصا يمينًا ويسارًا بين العشب والحشائش على جانب الخزان لأرى ذلك الشيء اللامع.

وأثناء البحث وعلى حين غرة، علت أصوات من حولي صراخًا لأنتبه لما أمامي .... إنه ثعبان!

تسمرت مكاني ولم أستطع الحراك لثوانٍ، وحين حاولت الجري فوجئت ... بيد أمي تمسح وجهي وتوقظني في الصباح حتى لا أتأخر عن المدرسة، ابتلعت ريقي وأخذت شهيقًا عميقًا وأخرجته، واضعًا كفي على وجهي؛
لقد كان حلمًا آخر

إرسال تعليق

شاركنا برأيك

أحدث أقدم

نموذج الاتصال